الجزء الثاني و الأخير من لقاء سودان اليوم مع الأستاذ أزهري علي

سودان بكرة:

السيدات والسادة المشاهدات والمشاهدين الأعزاء مرحباً بكم في الجزء الثاني في حوارنا مع الأستاذ أزهري علي.

التجمع الاتحادي كان حاضراً منذ البداية في جميع الأحداث التي شكلت الفترة الانتقالية، الأستاذ بابكر فيصل والأستاذ أيمن كانوا حاضرين في جميع المفاوضات مع المجلس العسكري في بداية الفترة الانتقالية وما بعدها، ثم تكليف الأستاذ محمد الفكي في المجلس السيادي وموقعه المهم في لجنة ازالة التمكين، ويمكن القول أن التجمع الاتحادي هوالحزب الوحيد الذي تصدر أحد قياداته الواضحة المجلس السيادي، وأيضا وزراء الحكومة الانتقالية الثانية، عندما يتحدث الناس عن الحرية والتغيير في الفترة الأخيرة فهم يتحدثون عن اختطاف القرار فيه من قبل أربعة أحزاب، ومن هنا ظهر مصطلح أربعة طويلة ومنهم التجمع الاتحادي وبالتحديد الأسماء التي ذكرناها ويمكن أ نضيف الناطق الرسمي جعفر حسن وأخرين، فالتجمع الاتحادي بالنسبة للشعب مسؤول عن ما حدث، وبالتأكيد الكثيرين لا يعلمون شيئاً عن الصراعات داخل الحزب ومحاولة البعض اقامة المؤتمر، ألا يستحق الشعب معرفة هذه التفاصيل

أزهري علي:

في تقديري أن الجميع لم يرد احباط الشارع بعد تضحياته العظيمة وأرادوا الاعتماد على الاصلاحات الداخلية، حتى قواعد الحزب لم نرد اشراكها في الأمر، كان أملنا كبير أن نصلح الأمور داخلياً.

سودان بكرة:

في تصريح كنت أجده غريبا في رمضان 2021، دعا التجمع الاتحادي في افطار رمضان البرهان وصرح به أنه سيعمل على انجاح مجهورات وحدة الحزب الاتحادي أو شئ من هذا القبيل، فهل كانت القوى السياسية المدنية على علم بهذا الشيء أم أيضاً كانت جزء من المشكلة؟

أزهري علي:

في تصريحه هذا كان يعني الاتحادي الأصل والأخرين وليس خلافاتنا الداخلية في التجمع الاتحادي، ولكن موقفنا كان مبدئياً من الأحزاب التي شاركات مع الانقاذ بدون مراجعة وتقييم، وفي رأيي هذه احدى المشاكل التي أدت لتدهور وضع الأحزب، يجب أن يقر الحزب بأن موقفه السابق كان خاطئ

سودان بكرة:

هل تم تقييم أعضاء التجمع الاتحادي الذين شاركوا في مؤسسات الفترة الانتقالية

أزهري علي:

بكل أسف لا، كنت أتمنى ذلك

لم يقيم الأداء التنفيذي ولا السياسي.

سودان بكرة:

هل تسائلت الحرية والتغيير عن وجود أي مشاكل داخل التجمع الاتحادي وأرادت المساعدة أم أنها انحازت لطرف دون الأخر

أزهري علي:

 لم يكن هناك تدخل من قوى الحرية والتغيير لأننا كما قلت سابقاً كنا حريصين على بقاء هذه الخلافات داخل

سودان بكرة:

كما ذكرنا أصبح هناك موقفين داخل التجمع الاتحادي، أحدهم موقف المكتب القيادي والأخر من ممثلين قوى الحرية والتغيير، هل هذا صحيح؟

أزهري علي:

نعم صحيح، لم يكن على قوى الحرية والتغيير تكوين مواقفهم الا بالجتماع في مؤسساتهم أولاً

مع الأيام ظهر للجميع أنها لا تدين بوضوح انتهاكات مليشيا الدعم السريع، واذا أدانوا كانت إدانات غير واضحة وخجولة جداً لكل هذا الظلم الواقع على الشعب السوداني، بالتأكيد حتى جزء منهم تضرر من هذه الانتهاكات، أنا في ظرف مثل هذا اذا قرأت من قيادي في الحرية والتغيير أنه لم يتحدث عن هذه الانتهاكات لأنها أمر عادي في ظل حرب، لا يمكن أن يكون هكذا تصريح يمثلني، ثم أن هذه ليست أول حرب في الخرطوم، في يوليو 1976 الجبهة الوطنية قاتلت نميري لمدة ثلاثة أيام، لم يُعتدى فيها على أحد ولم تنتهك الأعراض، حتىعندما دخل خليل ابراهيم أمدرمان لم نرى هذه الأشياء فالطبع لا يمكنني القبول بتصريحك، وهذا بالطبع نتيجة غياب المؤسسة.

سودان بكرة:

هل هذه الانتقادات وصلت من يتحدثون باسم الحرية والتغيير بهذا الوضوح؟

أزهري علي:

في اجتماعات رسمية لا، لأننا لم نجتمع وحسب متابعتي لاجتماعات المكتب التنفيذي نعم عبر لبعض عن احتجاجاتهم، وبالطبع هم يعلمون ذلك، هناك الكثير من المجموعات المشتركة للحوار والنقاش للأجسام المختلفة، جميعهم يقرأون هذه الاحتجاجات ويعلمون بتباين الأراء.

سودان بكرة:

اذا في رأيك لماذا يصرون على هذا الموقف المهادن؟

أزهري علي:

هم بالطبع يتحدثون طوال الوقت عن أن لديهم معلومات أخرى يستطيعون تقدير الوضع بشكل أفضل بها أنهم على تواصل مباشر مع كل الأطراف

سودان بكرة:

في الحقيقة أستاذ أزهري بالنسبة لي أن تصريحك لسودان تربيون عن بيان الاستقالة أستاذة عائيشة موسى من المجلس السيادي وتحدثت عن خلل في المجلس السيادي ولكن تم تجاهل الموضوع تماماً حتى في ورشة تقييم الفترة الانتقالية، أنه مهم جداً وتاريخي لتحدثكعن المؤسسية في الحرية والتغيير رغم أنهم بعد الانقلاب يقولون أنهملا يمثلون كل الشعب السوداني ولكن ما زال دورها هام جداً، أدعو الجميع للاطلاع عليه

أما بالنسبة للتجمع الاتحادي، الموقفين المختلفين للمشاهدين من الخارج رأينا اختفاء صفحة بيانات المكتب القيادي والتي تنشر ادانات واضحة لانتهاكات الدعم السريع، ما الذي لا نعلمه؟

أزهري علي:

هناك أشخاص قائمين على أمرها، حسب معلوماتي أنها مشكلة فنية أو تهكير. كما قلت هي الأقدم ولعبت دور في الثورة، وهذه ليست المشكلة المشكلة أنت المرحلة دقيقة لابد أي عمل لا يساعد في بناء أوسع جبهة مدنية وتوافق القوى الوطنية على رؤية واحدة يجب التصدي لها وتصحيحها، ولكن بهذا النهج أنت تباعد بينك وبين القوى الأخرى والشعب، أنا حقا أدعو اخوتي في المجلس المركزي مراجعة مواقفهم.

سودان بكرة:

من قراءتك لتجربة الأعوام الماضية، ماذا يمكنك أن تنصح أو تضيف لمحاولة بناء جبهة مدنية واسعة لأصحاب المبادرت الحالية داخل وخارج السودان كأحزاب أو بأي شكل مؤسسي اخر ؟

أزهري علي:

لقد أقمنا ورشة في التجمع التحادي للعضوية بالفعل لأهمية الأمر

في المقام الأول اعتقد أن أي تحالف مدني لا يمكن أن يكون فيه حملة سلاح، على جميع الحركات المسلحة توفيق أوضاعها أولا ثم الانضمام للتحالفات المدنية والا أربكت المشهد وابتزت القوى السياسي.

ثانياً على الجميع الحضور بمؤسسات حقيقية

ثالثاً الاتفاق على مشروع وطني كامل، ورابعا أعتقد أن من الأشياء التي اربكت التحالفات مختلف أدوار الأجسام التي فيها، على الجميع الاتفاق على مشروع وطني واحد نعم، ولكن على كل جسم معرفة دوره الأساسي في الدولة من نقابات أحزاب، ومؤسسات عسكرية، يجب الاستفادة من أخطاء الماضي.

سودان بكرة:

هل يمكننا الاطلاع على رأيك في المبادرات الحالية؟

أزهري علي:

أنا على اطلاع ببعضها، هناك جهود كثيرة ولكن مبعثرة، الأن الأولوية لوقف الحرب والأحوال الانسانية لأن الأوضاع مؤسفة في جميع أنحاء البلاد والخارج أيضا واستجابة المنظمات الاقليمية والدولية ضعيفة مقارنة بالأوضاع، ثم بعد ذلك علينا التوافق حول كيفية حل الأوضاع.

سودان بكرة:

ما هومصير الجيش وقيادته والحرب وقيادته ونهايةالحرب؟

أزهري علي:

القوى السياسية في السابق وقعت مواثيق كثيرة، مثل اعلان باريس في 2016، وكان الجميع حضوراً، فاروق ابو عيسى، الصادق المهدي، أمين مكي مدني، الحركات المسلحة، من ذلك الوقعت اتفق الجميع على جيش مهني واحد وحل المليشيات، الجيش هو المؤسسة الوطنية المنوطة بالدفاع عن البلاد، عندما تنتهي الحرب يجب عليهم معرفة دورهم ليعود الناس لاحترامهم والتعامل معاهم، بالنسبة للمليشيات أنا لا أتفق مع من يرى الحل في الدمج، لأنني لا أعتقد أن انتهاكاتهم للمواطنين عمل فردي، لكن مازالت الأولوية بالنسبة لي أن يجلس الناس مع بعضهم لتحديد ما يجب فعله، اذا الجيش يعاد هيكليته واصلاحه بصورة قومسيةويتم استيعاب لجنود فيه بأسس معينة.

سودان بكرة :

تحقيق العدالة مابعد الحرب للمواطنين والوطن نفسه، كيف هو تصورك للأمر

أزهري علي:

جيد أنك قلت العدالة، لأنالجميع لا يتحدث الا على العدالة الانتقالية في الفترة الأخيرة والعدالة هي الأصل، يجب علينا ترسيخ مبدأ الحساب على التجاوزات لأي فرد في الدولة، ثم يتفق فيمابعد على كيفية تنفيذها، الجهاز القضائي يتطلب منا الكثير من المجهود لإصلاحه، لقد حدث الاغتصابات والتطهيرات العرقية منذ عشرين عاماً والأن مازالت مستمرة بسبب غياب المحاسبة.

سودان بكرة:

سؤالي الأخير أستاذ أزهري عن المواقف الاقليمية المتعلقة بالسودان، استعرض لنا هذه رأيك بهذه المواقف

أزهري علي:

السودان لديه علاقات معمختلف دول الجوار، علينا تحديد أولوياتنا وصلحتنا، اذا التفتنا للصراع الاقليمي سيتدهور الوضع الأكثر، مصلحتنا هي الحاكم في تعاملتنا الخارجية، نحن بحوجة لحصافة ووضوح وشفافية، بعد الحرب يحتاج السودان لمساعدات لاعادة البناء ولكن ليس على حساب سيادة الدولة ومصلحتها العليا

اتقبلتنا دول الجوار في الحرب ولكن لم يكن بالمستوى التي توقعته، اراضي السودان كانت مفتوحة للأخرين في محنتهم.

سودان بكرة:

أستاذ أزهري أنا شاكر جداً لهذا اللقاء وسعيد به أريد أن أعطيك الفرصة مرة أخرى اذا كنت تريد الاضافة

أزهري علي:

لا يوجد خلاف أنه يجب تكرار أن الوضع الانساني في حوجة لوقفة جادة، الوضع كارثي جداً وسيتفاقم على كل الأصعدة الصحي والغذائي، علينا التكاتف واستنهاض جميع العلاقات والامكانيات وتوظيفها للمساعداتن يخاف المانحين من تسرب الاغاثات، أقترح أن تقام لجان في المحلية وهي بالطبع خطوة ضرورية لترتيبات الحكم المحلي، نحتاج الى ادارات محلية تباشر مهامها فورا يقدمها المواطنين، اتمنى ايضا ان توظف كل القوى السياسية عضويتها لخدمة الناس في الاماكن المتواجدين فيها.

شاكر جدا للاستضافة واتمنى أن اكون قدمت ما يسهم في مساعدة الناس لبناء المؤسسات التي تستطيع اخراجهممن هذه المحنة.

شكرا استاذ ازهري على وضوحك ورحابة صدرك في الأسئلة الكثيرة وربنا يستجيب الدعوات، وفعلا علينا الكثير من الواجباتلمساعدة المتضررين من الحرب، اتمنى ان نلتقي مجدداً في أقرب صورة يتكون الأوضاع فيها أفضل من الان

شكرا السيدات والسادة الأعزاء لمتابعة الحوار مع الأستاذ أزهري علي عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وعضو المكتب القيادي للتجمع الاتحادي وان شاءالله نلتقيكم في حلقات أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *